الطريقة الخلوتية وساحة الشيخ الطيب: روحانية تتجدد في قلب الأقصر
في قلب صعيد مصر، وتحديدًا في مدينة الأقصر، تتجلى ملامح التصوف المصري الأصيل من خلال الطريقة الخلوتية ابناء الشيخ الطيب ، التي ارتبطت باسم الشيخ محمد الطيب، شقيق الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. هذه الطريقة الصوفية العريقة تمثل امتدادًا لمدرسة روحية عميقة الجذور، تجمع بين الزهد، والخلوة، وخدمة المجتمع.
أصل الطريقة الخلوتية :
سُميت الطريقة الخلوتية بهذا الاسم نسبة إلى "الخلوة"، وهي العزلة الروحية التي كان يعتكف فيها مشايخ الطريقة للعبادة والتأمل. وقد تطورت هذه الخلوات إلى مجالس ذكر جماعية، وأوراد تُتلى في حضرات روحانية، تُقام في ساحات مخصصة، أبرزها ساحة آل الطيب في البر الغربي بالأقصر.
الشيخ الطيب ودوره في الطريقة :
ينتمي الشيخ محمد الطيب إلى أسرة صوفية عريقة، كما انه من نسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث يرجع نسبه الي سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهم اجمعين حيث تولى فضيلته مشيخة الطريقة بعد وفاة والده الشيخ محمد أحمد الطيب الحساني. وعلى الرغم من انشغال فضيلة الامام اكبر الشيخ احمد الطيب بمسؤولياته الأزهرية، لكنه لا يزال يشارك في بعض المجالس الروحية والمصالحات العرفية التي تُعقد في الساحة.
الساحة الخلوتية: أكثر من حضرة :
لا تقتصر ساحة الطريقة الخلوتية على الذكر والعبادة، بل تُعد مركزًا اجتماعيًا لحل النزاعات، وتقديم الدعم للفقراء، ورعاية الأيتام، ومساعدة المقبلين على الزواج. كما تستقبل الساحة آلاف الزوار خلال شهر رمضان، حيث تُقام جلسات الذكر بعد صلاة التراويح حتى الفجر.